سـبّــاقـون
فـي الـريــادة

باستضافتها للرياضات العصرية، رسخت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية مكانتها كوجهة رائدة تتيح للأبطال العالميين المنافسة وتوفر للعائلات فرصة الحفاظ على اللياقة والصحة، من خلال أنشطة تشمل الرياضة المائية ومنها مختلف أنواع التزلج وبطولات الجولف العالمية، وسباقات الطائرات المسيّة، وصيد الأسماك في عمق البحر، وسباقات السيارات والدبابات البحرية.

شهد عام ٢٠١٩ قفزة هائلة في الأنشطة الرياضية وتنظيم الفعاليات الرياضية العالمية.

تعد المشاركة في المنافسات الرياضية والنشاط البدني أكثر من مجرد نمط حياة، فهي عامل أساسي في الحفاظ على سعادة وصحة المجتمع. كما أنها جزء من المبادئ الرئيسية لرؤية المملكة ٢٠٣٠ ، التي تنص على تشجيع "ممارسة النشاط الرياضي بانتظام وإقامة المزيد من المرافق والمنشآت الرياضية بالشراكة مع القطاع الخاص... كما سنشجع الرياضات بأنواعها من أجل تحقيق تميز رياضي، والوصول إلى مراتب عالمية متقدمة في عدد منها على الصعيدين المحليّ والعالمي ".

مع بداية عام ٢٠١٩ ، دخلت مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في شراكة مع مؤسسات وهيئات رياضية محلية، من بينها الهيئة العامة للرياضة، لإنشاء هيكل استراتيجي للاستثمار في القطاع الرياضي والبنية التحتية المطلوبة لإطلاقه.

أول بطولة دولية لمحترفي الجولف في المملكة

استضافت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في شهر يناير ٢٠١٩ بطولة السعودية الدولية الأولى لمحترفي الجولف التي أقيمت على أرض ملعب "رويال غرينز" والنادي الريفي.

وقد شارك نخبة من ألمع نجوم الجولف في العالم، ومنهم جاستن روز المصنف الأول عالمياً والأمريكي داستن جونسون المصنف الثالث عالمياً (الذي حلفي المرتبة الأولى)، وبروكس كوبكا، وبرايسون ديشامبو، إلى جانب بطل الماسترز، باتريك ريد.

هذه الأسماء الكبرى، وغيرها الكثير، تنافست على مدى أربعة أيام ضمن بطولة جولف بمواصفات عالمية قبالة ساحل البحر الأحمر الخلاب، وحازت على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، واستقطبت ٣٥,٠٠٠متفرج من مختلف أنحاء العالم.

تدل الأرقام الأولية لبطولة يناير ٢٠٢٠ إلى أن أعداد الزوار ستتضاعف لتصل إلى ٧٠٫٠٠٠.
فيما نتطلع نحو المستقبل، ستساهم سمعة المدينة كوجهة لمرافق الجولف العالمية ليس فقط باستقطاب الأبطال العالميين وهواة الجولف، إنما أيضاً الشركات التي تسعى لتنظيم فعاليات ترفيهية ومؤتمرات. ويعد اجتذاب مجتمع الأعمال لزيارة المدينة والمشاركة في الأنشطة الرياضية والتمتع بمعالمها المختلفة جزءاً رئيسياً من استراتيجية المدينة في مجال التنمية الاقتصادية وتحقيق العائدات على الاستثمار.

التميز في الرياضات البحرية

في شهر يونيو، أقيم أول مهرجان في المملكة للتزلج على الماء على شاطئ يام بالتعاون مع الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية والهيئة العامة للرياضة. وتضمن المهرجان عيادات تدريبية وسباقاً على لقب البطولة وأنشطة ترفيهية للعائلات والعديد من الألعاب الشاطئية والمائية.

أقيمت البطولة ضمن فعاليات مواسم جدة ٢٠١٩ وجرى تنظيمها بالشراكة مع الاتحاد السعودي للملاحة الشراعية والهيئة العامة للرياضة، واستقطبت لاعبين محترفين ومشجعين من مختلف أنحاء العالم.

مستفيدةً من المياه النقية للبحر الأحمر، استضافت المدينة في شهر يوليو أول بطولة دولية لرياضة صيد الأسماك في البحر الأحمر بمشاركة ٢٧ فريقاً من ٢٦ دولة بالإضافة إلى ٢١ فريقاً محلياً وإقليمياً، كانوا على موعد مع أنشطة صيد متميزة وتجربة ثقافية فريدة. وشكلت البطولة فرصة لتسليط الضوء على الأنواع المختلفة من السمك في البحر الأحمر، وأضاف حضور ثلاثة حكام من جزر المالديف والمملكة المتحدة وجنوب أفريقيا بعداً دولياً للبطولة.

وقد كانت تلك المرة الأولى التي تقام فيها بطولة للصيد الرياضي في المملكة العربية السعودية.

حازت البطولة على اهتمام وسائل الإعلام العالمية ومنظمي منافسات الصيد الرياضي، وأسهمت بترسيخ مكانة مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لدى الزوار ومدربي الصيد العالمين فضلاً عن الزوار من مختلف أنحاء المملكة والعالم.

وقد شملت المسابقة عدة فئات منها الصيد بالصنارة والتتبع والكمائن، وخضعت لقوانين سعودية صارمة تمنع أنواع الصيد المحظورة لضمان عدم اصطياد أسماك القرش والشفنين البحري والسلاحف والدلافين وغيرها من الأسماك المحمية. وقد استبعدت قوانين حماية البيئة والحياة البرية الصارمة بشكل تلقائي المتنافسين الذين يشوهون الأسماك عن طريق الخطأ، أو يعلقون الأسماك بالصنارة أو يصطادون بالشباك أو يفشلون في توثيق صيدهم. وتعد هذه القواعد جزءاً من التزام المدينة بالرياضة المستدامة والمطابقة للمعايير الأخلاقية.

الرياضات الصيفية

في موسم الصيف الحار الذي يزيد من صعوبة ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، تم إعداد برنامج للرياضات المائية في عام ٢٠١٩ لمساعدة العائلات والزوار على مقاومة الحر والحفاظ على لياقتهم وصحتهم.وشملت الرياضات المائية المخصصة للأطفال قوارب مطاطية وقوارب البجع ومنصات القفز على الماء. كما تم تنظيم أنشطة للكبار تضمنت الدبابات البحرية، والتزلج على الماء ورحلات الغوص والغطس، بالتزامن مع افتتاح شاطئ يام، وهو أول شاطئ للعموم في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

القيمة المضافة للرياضة

إلى جانب القيمة المجتمعية الأساسية التي تحققها الرياضة، بما في ذلك تعزيز الروح الرياضية، فهي تمثل قطاعاً تجارياً هاماً يوفر فرصاً هائلة للتنمية الاقتصادية. ويشير برنامج التحول الوطني ٢٠٢٠ إلى أن أحد الأهداف الرئيسية للقطاع الرياضي هو تحقيق "... عائدات أفضل على الاستثمار في النوادي والمرافق الرياضية".

سوف يسهم نمو القطاع الرياضي خلال الفترة المقبلة في توفير فرص متزايدة لهواة الرياضة المحليين للاستفادة من طاقاتهم وشغفهم في إطلاق مشاريعهم الرياضية الخاصة ضمن سلسلة التوريد، مما يدعم برنامج التحول الوطني، فضلاً عن إيجاد فرص عمل وتعزيز النمو الاقتصادي الذي يعود بالفائدة على الجميع.