أثبت البنك الأهلي التجاري خلال عام 2020م قدرته على تنفيذ رؤيته وخططه الإستراتيجية الطموحة، حتى في ظل الظروف المتغيرة التي شهدها العام.
واصل البنك رحلته لتحقيق أهدافه الخمسة الإستراتيجية ليكون البنك الأول في الدخل، والبنك الأول في الأرباح، والأفضل في الخدمات الإلكترونية، والأفضل في خدمة العملاء، والخيار الأول للموظفين.
شهد عام 2020م تحديات كبيرة لم يسبق له مثيل فرضتها جائحة كوفيد -19 التي ألقت بظلالها على العالم بأسره. وقد اتخذت حكومة المملكة العربية السعودية مجموعة شاملة واستباقية من الإجراءات والتدابير لمواجهة الجائحة. وتضمن ذلك العديد من برامج ومبادرات الدعم التي قدمها البنك المركزي السعودي مثل دعم السيولة للقطاع المصرفي وبرنامج دعم تمويل القطاع الخاص لدعم المنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة. وقد نجح البنك الأهلي التجاري في اجتياز هذه التحديات فكانت قراراته حاسمة لضمان استمرارية الأعمال المقدمة لعملائنا والحفاظ على صحة وسلامة عملائنا وموظفينا والمجتمع ككل.
وفي ظل هذا التحدي، اتسم أداء البنك الأهلي التجاري خلال عام 2020م بالمرونة الكاملة والقدرة على التعامل مع الظروف المتغيرة؛ فقد ارتفع صافي الدخل العائد للمساهمين ليصل إلى 11.44 مليار ريال سعودي مدعوماً بالنمو القوي في الميزانية العمومية بنسبة 1%.
هذه المرونة التي أظهرها البنك في أداء الأعمال هذا العام تعكس الإدارة القوية للبنك، والكفاءات المتميزة التي يمتلكها، والنجاح في تنفيذ إستراتيجيته، والبناء على النمو الكبير في التمويل العقاري والتحول الإلكتروني، وفي ذات الوقت التركيز على نمو الحسابات الجارية والإدارة الفعالة للمخاطر.
وزاد من قوة البنك الأهلي التجاري الإعلان عن صفقة اندماج كبيرة بين البنك الأهلي ومجموعة سامبا المالية سيتولد عنها بنك سعودي رائد جديد وقوة مالية إقليمية كبيرة. لذلك فإننا سنبدأ عام 2020م بتعزيز وضعنا في السوق ومركزنا المالي وأدائنا القوي. كلنا ثقة في قدرتنا على الاستفادة من التحسن المتوقع في الظروف الاقتصادية ومواصلة السعي لتحقيق أفضل قيمة للمساهمين.
سجلت مصرفية الأفراد أداءً مالياً قوياً خلال عام 2020م محققةً ارتفاعاً في صافي الدخل بنسبة 7% ليصل إلى 5.8 مليار ريال سعودي. كان السبب الرئيسي وراء هذا النمو والربحية هو زيادة محفظة التمويل العقاري بقيمة 36.5 مليار ريال سعودي، أي ما يقارب الضعف لتصل إلى 74 مليار ريال سعودي، فضلاً عن زيادة حصتنا السوقية في التمويل العقاري بنسبة 4.1 نقطة مئوية لتصل إلى 25%.
وفي مصرفية الشركات، كان هدفنا الإستراتيجي هو تحسين العوائد، مما أدى إلى نمو بنسبة 3% في تمويل الشركات من خلال التركيز على التمويل عالي الجودة والتمويل المضمون من خلال برنامج كفالة. كما واصلنا التركيز على الإدارة الاستباقية للمخاطر لتقليل مخصصات الخسائر وإدارة المحافظ بكفاءة من أجل تعظيم القيمة، مما أدى إلى عودة تكلفة المخاطر إلى معدلاتها الطبيعية خلال النصف الثاني من العام.
وسجلت الخزينة نمواً بنسبة 20% في صافي الدخل ليصل إلى 4.2 مليار ريال، ونمت محفظة الاستثمار بنسبة 8%؛ إذ واصلت الخزينة تعزيز دور البنك كوكيل رئيسي لإصدارات الصكوك الحكومية السعودية، كما استفادت من الفرص المتاحة في السوق لزيادة عوائد الاستثمار في عام 2020م مع المحافظة على جودة المحفظة الاستثمارية وحجم السيولة بها.
وحققت شركة الأهلي كابيتال زيادة قوية في صافي الدخل بلغت 78% يدعمها نمو بلغ 19% في الأصول المدارة لصالح عملاء الشركة، ونمواً استثنائياً في إيرادات الوساطة، مدفوعاً بزيادة عملياتها المتداولة، وارتفاع حصتها السوقية من قيمة الوساطة للعمليات المتداولة نتيجة للجهود المستمرة لتحسين المنصة والتواصل مع العملاء وجذبهم.
سجل بنك تركيا فاينانس كاتيليم بنكاسي نمواً قوياً بنسبة 62% في صافي الدخل ليصل إلى 475 مليون ريال سعودي قبل احتساب الزكاة وضريبة الدخل، كما ركز على زيادة محفظة التمويل مع تقليل تكلفة المخاطر، إلى جانب تحسين مستويات تغطية التمويلات المتعثرة. جاء هذا الأداء رغم التحديات التي تنطوي عليها بيئة العمل في تركيا.
وفي التمويل، حققنا نمواً قوياً في الحسابات الجارية بنسبة بلغت 27% من خلال التحسينات التي أجريناها لتنفيذ إستراتيجيات التحول في مصرفية الوسام وإدارة النقد وفتح الحسابات عبر القنوات الإلكترونية. خلال عام 2020م أحرز البنك تقدماً كبيراً في تنويع مصادر التمويل لتحسين مزيج التمويل والتكلفة.
ولتنفيذ هذه الإنجازات، واصلنا العمل في مجالات التمكين الإستراتيجية، فقد سرعنا وتيرة العمل لزيادة المبيعات والخدمات الإلكترونية، مدعومة بتحليلات البيانات المتقدمة والتنفيذ الآلي للعمليات وروبوتات الويب التفاعلية ونماذج التشغيل المرنة. كذلك أدخلنا تحسينات عديدة في الإنتاجية، حيث زاد نطاق العمليات التي تقوم بها الروبوتات بشكل كبير وأُضيفت خدمات إلكترونية وخدمات ذاتية لتُكمل عمل الفروع خلال عام 2020م
يمكنني القول بكل ثقة أن تنفيذ إستراتيجيتنا كان يسير بشكل جيد خلال عام 2020م وكان ذلك هو العامل القوي الذي جعل البنك يتجاوز العديد من التحديات التي واجهناها خلال العام.
وأود أن أختم حديثي بتوجيه الشكر إلى مجلس الإدارة على دعمهم المستمر طوال العام، وموظفي البنك الذين يتجاوز عددهم 13,000 موظف لجهودهم الدؤوبة في تحقيق أهداف البنك الإستراتيجية، فضلاً عن تسعة ملايين عميل يثقوا بنا.
لقد ودع البنك الأهلي عام 2020 وهو في مركز أقوى مما كان عليه في بداية العام، وإذ نحن على مشارف صفقة اندماج هائلة ستكتمل قريباً مع بنك سامبا، فإنني أنظر إلى المستقبل نظرة إيجابية للغاية.