أعمالنا

دورٌ جديدٌ في خدمة الاستراتيجية الوطنية للطاقة

إنه لمن دواعي سروري أن أضع هذا الكتاب الخاص بشركتنا بين أيدي أصحاب المصلحة الكرام على جميع المستويات، وذلك لإطلاعهم على مسيرتنا خلال السنوات القليلة الماضية.

في بداية السبعينيات من القرن الماضي، وخلال زيارته لإحدى المنشآت النفطية، لاحظ المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ظاهرة إحراق الغاز المصاحب لإنتاج النفط، وتساءل عن إمكانية إيقاف ذلك التلويث للبيئة. كان ذلك التساؤل هو الخلفية التي تأسست على إثرها شركة أبوظبي لتسييل الغاز المحدودة (أدجاز) في عام 1973، لتصبح أول شركة لإنتاج الغاز الطبيعي المُسال في المنطقة. ومنذ ذلك الحين، ظلت أدجاز الشركة الرائدة إقليمياً في مجال إنتاج وتسويق الغاز الطبيعي المُسال والغاز البترولي المُسال. ويرجع الفضل في ذلك إلى التزام الشركة بأفضل الممارسات الدولية في مجالات الاعتمادية والتكامل، واستنادها إلى إنجازات وخبرات الشركات المساهمة فيها، وهي شركة أدنوك، وشركة ميتسوي وشركاه المحدودة، شركة بي بي، وشركة توتال.

وفي عام 2008، قامت شركة أدجاز بمراجعة رؤيتها ورسالتها، وذلك بهدف استيعاب الدور الجديد المتوقع للشركة في الاستراتيجية الوطنية للطاقة. وبعد سنوات من العمل الشاق في اثنين من المشاريع الاستراتيجية، هما مشروع الغازات البحرية المصاحبة ومشروع تطوير الغاز المتكامل، بدأت شركة أدجاز مؤخراً في تغذية الشبكة الوطنية بحوالي مليار قدم قياسي مكعب يومياً من الغاز للاستخدامات الصناعية والمنزلية. ويمثل ذلك انتقالةً هامةً من دورنا التقليدي كشركة تصدير إلى مورِّد محلي للطاقة، وبما يساعد على تحقيق رؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030، التي تؤكد على الحاجة إلى الطاقة النظيفة من أجل مستقبل مستدام. وستواصل شركة أدجاز القيام بمسؤوليات هذا الدور الجديد، حيث ستؤدي التوسعات المستقبلية في مرافق مشروع تطوير الغاز المتكامل إلى زيادة توريد الغاز لأغراض الاستهلاك المحلي.

وبموازاة ذلك، ينصب تركيزنا على عملياتنا الصناعية وأصولنا لضمان سلامة العمليات، واعتماديتها، وتميز الأداء الصناعي. وبالاعتماد على سياسات شركة أدنوك وضوابط عملها، وضعت شركة أدجاز إجراءات وممارسات صارمة في مجال الصحة والسلامة والبيئة، واضعةً سلامة ورفاهية موظفيها على رأس أولوياتها. وقد استطعنا بفضل الله تقليل آثارنا البيئية بشكلٍ كبيرٍ على مدى السنوات القليلة الماضية، من خلال ضبط وتخفيض غاز الشعلة والانبعاثات الأخرى، مع البحث باستمرار عن طرق وتقنيات جديدة لزيادة خفض هذه التأثيرات.

وفي الوقت نفسه، نواصل تحسين وتوسيع الأنشطة المتعلقة بمسؤوليتنا الاجتماعية المؤسسية في كافة المجالات. وكشركةٍ محليةٍ مسؤولة، تشارك أدجاز على نحوٍ متزايدٍ في القضايا الوطنية المختلفة التي تتراوح، على سبيل المثال لا الحصر، بين حماية البيئة، والتعليم، والصحة العامة، والأنشطة الخيرية، والقضايا الإنسانية.

إن موظفينا هم أثمن ما نملكه، وهم الركيزة التي يعتمد عليها نجاحنا. ونحن ملتزمون بتزويد الكوادر الوطنية العاملة لدينا بفرص العمل والتدريب الجيد لتحفيز مهاراتهم القيادية وتمكينهم من المشاركة كعناصر منتجة وفعالة في المجتمع. وتفخر شركة أدجاز بأنها قطعت شوطاً طويلاً نحو توطين القوى العاملة وفقاً لأهداف التوطين التي أرستها شركة أدنوك. بل إن الشركة حققت أعلى نسب التوطين بين شركات مجموعة أدنوك، بمعدلات توطين بلغت 67 في المائة عام 2013. ونحن مدينون بالشكر لموظفينا المخلصين الأكفاء فيما حققناه من نجاحات وإنجازات.

وتقديراً لجهودنا المستمرة لتحسين الأداء وتعزيز الجودة على جميع المستويات التنظيمية في الشركة، حازت أدجاز على شهادة الآيزو: 14001 في عام 2004، التي يتم تجديدها كل ثلاث سنوات بعد الخضوع لمراجعة شاملة لنظام إدارة الصحة والسلامة والبيئة في الشركة.

وقد تم الاعتراف بالمكانة الرائدة التي حققتها شركة أدجاز من خلال فوزها بجائزة دبي للجودة لعام 2008 تقديراً لممارسات وإجراءات الأعمال المتميزة لديها. وفي آخر تقدير لتميز الشركة وأدائها، فازت أدجاز أيضاً بجائزة الشيخ خليفة للامتياز، الفئة الذهبية، لقطاع النفط والغاز لعام 2011-2012.

إن الجوائز المرموقة التي حصلنا عليها تمثل تأكيداً إضافياً على أننا نسير في الطريق الصحيح، كما أنها تضع مسؤولية كبيرة على عاتقنا لتحسين ممارساتنا المستقبلية باستمرار.

وفي السنوات المقبلة، سنسعى لتطبيق تقنيات وممارسات جديدة تتلائم مع المستقبل، بحيث تستطيع أدجاز مواصلة أداء دورها باعتبارها شركة رائدة في هذه الصناعة.

إنني أود أن أعبر باسمي وباسم الإدارة العليا للشركة وموظفيها عن امتناننا لمساهمينا الكرام على ثقتهم ودعمهم، كما أود أيضاً أُن أعرب عن بالغ تقديري للمقاولين والموردين لتفانيهم والتزامهم. وعلى الصعيد الشخصي، أتوجه بالشكر لإدارة الشركة وموظفيها، الذين أظهروا ولاءهم وعملوا بجد وإخلاص ليصلوا بشركة أدجاز لما هي عليه اليوم.

وأخيراً، أشكركم على منحنا بعضاً من وقتكم الثمين للتعرف على تاريخ أدجاز، وأهدافها، وما واجهته من تحديات، وما حققته من إنجازات. وأتمنى أن تجدوا بين سطور هذا التقرير التفاصيل التي تسلط الضوء على الإنجازات المذكورة أعلاه، وآمل بأن تكون مفيدة وقيمة بالنسبة لكم

مع أطيب التمنيات
فهيم كاظم
الرئيس التنفيذي