الشيخ
زايد
أعمالنا
رؤية الشيخ زايد
في بداية السبعينيات، وخلال زيارته لإحدى منشآت إنتاج البترول، لاحظ المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، عملية إحراق الغاز المصاحب في الجو، وتساءل عن سبب ذلك وكيفية إيقافه.
وعندما أُبلغ رحمه الله بأن إحراق غاز الشعلة من الممارسات المعتادة في مجال إنتاج النفط، أبدى دهشته من حرق مورد ثمين وهدره بهذا الشكل. كان لا بد من إيقاف هذه الممارسة واستخدام الغاز بطريقة مفيدة.
وقد تم بعد ذلك تجسيد هذا التوجه عبر توجيه صدر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي آنذاك، بتخفيض إحراق الغازات المصاحبة إلى أقل مستوى ممكن أينما كان ذلك ممكناً.
وبوضع الأسس التي مهدت لاحتجاز الغازات الطبيعية ومعالجتها وبيعها كوقود، كان لهذا القرار المستنير تأثير بالغ على حماية البيئة الطبيعية للدولة، والمساهمة في التنمية الاقتصادية الهائلة للبلاد، والتي تصب في نهاية المطاف في مصلحة المواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي الوقت الذي كان فيه الدراسات العديدة تشير إلى أن الغاز الطبيعي من أنظف وأهم أنواع الوقود المتاحة الصديقة للبيئة، كانت العديد من الدول الصناعية الكبرى تبحث عن إمدادات طاقة موثوقة ونظيفة وفعالة لتلبية الطلب المتنامي على الوقود. واستناداً إلى هذين العاملين، تم اتخاذ قرار بإنشاء مصنع لتسييل الغاز في جزيرة داس التي كانت أساساً مركزاً لتجميع وتخزين نفط الحقول البحرية، على بعد 10 كيلومترات فقط من حقل أم الشيف.
وفي عام 1972م، أبرمت شركة كهرباء طوكيو (تبكو) اتفاقية لمدة 20 عاما لشراء الغاز الطبيعي المُسال الذي يتم إنتاجه لاستخدامه في توليد الطاقة للعاصمة اليابانية وحولها. وبعد عامٍ من ذلك، تأسست شركة أدجاز رسمياً كمشروع مشترك بين كل من شركة بترول أبوظبي الوطنية أدنوك، ومتسوي وشركاه، وبي بي، وتوتال، وبريدجستون.
وفي وقت لاحق من العام نفسه، تم تسجيل شركة أدجاز رسمياً، وتوقيع عقد لإنشاء مصنع تسييل الغاز في جزيرة داس، التي تشرفت بقيام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد رحمه الله بوضع حجر الأساس لإنشاء المصنع فيها.
وقد انطلقت أول شحنة من الغاز الطبيعي المُسال من جزيرة داس في 29 أبريل عام 1977م، مما يجعل أدجاز الشركة الرائدة في صناعة تسييل الغاز في المنطقة. واحتفاء بهذه المناسبة، قام الشيخ زايد رحمه الله، وهو المتابع لأوضاع شركة أدجاز، بزيارة جزيرة داس وافتتاح مصنع الشركة رسمياً في شهر أكتوبر 1977م.
وبعد أكثر من 40 عاماً على رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد المستنيرة، تواصل أدجاز الازدهار شاهدةً على حسن بصيرته ورؤيته بعيدة المدى.